أيا بشير العز . . أبشر بمجدك العالي يوم التنادي
فإنا نحسبك عند الله شجاعاً شهيدا
وإن كنت كذلك فأبشر بإذن الله الرحيم الرحمن
بجنان الخلد تحيى فيها أبداً ولا تموت
تحت ظل عرش الرحمن فأنت خالد لا محال
وانعم بما شئت فأنت سيد الأحرار
ومتع ناظريك بصحبة البررة الأخيار
أيا بشير النصر . . أبشر بعز قومك بعد طول انتظار
يا من أوقدت لنا مناراً يضيء دروبنا في ظلمة الليالي
وسطرت بدمائك التاريخ بطولاتٍ وأمجادا
ورويت ثرى الأوطان من عطرك الفواح
أيا بشير الحرية . . أبلغ عنا ولك من قلبي الدعاء
أبلغ من لقيت من الأهل والأصحاب
أبلغهم شوق المحبين وتحية الإجلال
بأنا نوفي بعهدنا لدم الشهيد ولا نخون
ونكمل الطريق بعدكم أحراراً ولا نهاب
وأنا سنثأر لكل من شمخ برأسه إلى عنان السماء
ووقف وزمجر في وجه الآثم العادي بكل عز وافتخار
وأبلغهم بأن شبابنا أسد لا تعرف الضيم ولا الإذلال
ولن نقنع دون دماكم بالنصر المبين وإن طال الزمان
وأن حرائرنا عند الشدائد رجال . . فرسان لا نهاب دروب المنايا
والنفس تواقة لرؤياكم . . وفي الجنان ملتقى الأحبة الخلان
أيا بشير الحر . . نم قرير العين هانيها
فالركب خلفكم ماضٍ لا يخون دماكم
وأنذر أزلام الفاجر الغادر
بأنا قومك للثأر عطشى كالظمآن
وسنشرب من دم الأعادي حتى يرتوي عطشانا
وأن سيوفنا الحمر للنصر تواقة مشتاقة
وأنا بيض الوجوه ما عاش من عادانا
وقد خاب وخسر من بالحرب ابتدانا
أيا بشير سورية . . سلامنا أمانة . . فاحمله ولا تنساه
إلى كل من لاقيت وتلاقي من الأبرار الغوالي
وإنا قومك يا بشير الشهم لا نعرف الهوانة
لنا النصر على الدوام أو ننال الشهادة
إنا رجال حرب وفي السلم أهل وأحباب
فالموت عز إن كان في حمى الأوطان
والدمع بعدك . . أبى أن يجف فسال ملء الأرض والوهاد
وعار علينا العيش إن لم نكتحل بدم عداك
ولا ذاقت عين لنا نوماً وأرض سورية بعدك تستباح
أخوكم صقر حوران / أبو عبد الله الحوراني