يا حلب أنا درعا الثكلى أناديكِ
أغيثيني . . أجيبيني
أنا درعا التي على العهد باقية
وبالتاريخ أذكركِ
كنا معاً في طرد المحتلِ
حتى جلا عن أراضينا
أنت يمناي في المحن
والأخت ساعة الضيق
وأنا يمناكِ حين تنتفضي
أنت الرجولة في أرضكِ عرفت
والعز من سمتِ أهاليكِ
يا حلب أما علمتِ
ما حل بحورانَ من سقمٍ
أطفالي قطعت أياديها
وتناثرت أشلاء أهاليها
صاروا أيتاماً بلا مأوى
نساء رُملتْ بلا ذنبٍ
فناحت حتى جفت مآقيها
أشبالي بالقيود قد كبلوا
وخلف القضبان قد ضاعوا
وفي سهلي القمحُ أكوامُ
وعن شعبي الخبزُ قد مُنِعَ
حتى جاع كل أركاني
والماء عذبٌ في كل آباري
وطفلي مات من العطشِ
حتى الرضيع نادى باريه
فأغاثه الله بماءٍ منهمر
فبالله يا حلب أغيثيني
وتالله يا حلب أجيبيني
فإنا على العهد ما زلنا
نمسي ونصبح إخوانا
نبكي ونضحك وننتفض
وهذي دوما صامدة
تناديك يا حلب
وهذي جبلة صابرة
تصيح بعاليها
واحلباه واحلباه
وهذي بانياس صارخة
العز من حلبَ منبعثٌ
وهذي تلبيسة كالصخر
تستنهض همة الشهبا
وهذي حمص حاضرة
تبكي على حالها الأمم
فكلنا يا حلب نناديك
فيك الرجولة والشرف
تاريخك ناصع أبيض
سيفك ما زال مسلولا
فما نام جفن أعاديك
ولا ذل من يواليك
بعون الله منصورة
فيا حلب أغيثينا
ماذا دهاك اليوم أجيبينا
أخوكم صقر حوران/ أبو عبد الله الحوراني